الوزير جعفر بن يحيى بن برمك، أبو الفضل. أصله من الفرس. كان مليحا، جميلا، لسنا، بليغا، عالما، أديبا، يضرب بجوده المثل، وكان مسرفا على نفسه، غارقا في بحر اللذات والمعاصي.
تمكن من الرشيد، وبلغ من الجاء والرفعة ما لا مزيد عليه. وولي هو وأبوه وإخوته الأعمال الجليلة، وكثرت عليهم الأموال.
وقد مر في الحوادث من أخباره، وأنه قتل في صفر سنة سبع، وقد ولي نيابة الملك على دمشق، فقدمها في سنة ثمانين ومائة.
ومن ألفاظه: قال مرة للرشيد: إذا أقبلت الدنيا عليك، فأعط، فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت فأعط، فإنها لا تبقى.