تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٤٩٨
وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعمرو الناقد، وخلق سواهم.
وكان والده إبراهيم فقيرا، فكان أبو حنيفة رضي الله عنه يتعاهد أبا يوسف بالمائة درهم بعد المائة، يعينه على طلب العلم.
فروى علي بن حرملة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل. فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تمدن يا بني رجلك مع أبي حنيفة فأنت محتاج إلى المعاش.
فآثرت طاعة أبي. فتفقدني أبو حنيفة، فجعلت أتعاهده، فدفع لي مائة درهم وقال لي: الزم الحلقة، فإذا نفذت هذه فأعلمني. ثم أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني.
ويقال إن أمه هي التي لامته، وأن أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار. فالله أعلم.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إن يمت هذا الفتى فهو أعلم من عليها. وأومأ إلى الأرض.
قال عباس الدورقي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثم اختلفت بعد إلى الناس.
وكان أبو يوسف أميل إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد.
إبراهيم بن أبي داوود البرلسي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت في
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 » »»