تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٣٨٢
حماره، فقالوا: أتأكل كبشا قال: ما أكره ذلك.
قال: فأنزلوه وأخذوا حماره إلى مكان، ثم بعد وقت جاءت الغلمان بجفنة ملآى، فأقبل يأكل ويقول: ويحكم هذا لحم فيل، وهذا لحم شيطان، حتى فرغه، ثم قال: حماري قالوا: حمارك في بطنك.
قال: إيش تقولون فأطعموه حماره، وغرموا له ثمنه.) أخبرنا علي بن أحمد، أنا عتيق السلماني، وإبراهيم بن الخشوعي قالا: أنا ابن القاسم، وابن عساكر، أنا أبو القاسم النسيب، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، ثنا إبراهيم بن ديزيل، ثنا مسلم بن إبراهيم قال: سمعتهم يقولون لميسرة الأكول: كم تأكل قال: من مالي، أو من مال غيري قالوا: من مالك.
قالوا: رغيفين.
قالوا: من مال غيرك قال: إخبز وأطرح.
مسعود بن بشر: سمعت الأصمعي يقول: نذرت امرأة أن تشبع ميسرة التراس، فأتته وقالت: اقتصد علي فإني امرأة متجملة غير متمولة.
قال: فإني أقتصد.
فذكر لها من أصناف الطعام، فإذا هو فوق سبعين رطلا فاتخذته، ثم أحضرت ميسرة، فأكله عن آخره.
وكان ميسرة يزوق السقوف، فدعاه رجل يزوق له وهو لا يعرفه. وكان الرجل قد دعا ثلاثين إنسانا إلى الموضع، وصنع لهم طعاما كثيرا. فلما فرغ الطباخ خرج لحاجة. ونظر ميسرة إلى الموضع قد خلا، فنزل فأكل ذلك الطعام كله، وعاد إلى عمله. فجاء الطباخ وليس في المطبخ إلا العظام. فأعلم صاحب المنزل، وقد حضر القوم. فحار الرجل في أمره ولم يدر من أين أتي، وأنكره
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»