تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٤٥
بأم إبراهيم وهي حبلى، فولدت له إبراهيم بن أدهم بمكة، فجعلت تطوف به على الخلق في المسجد وتقول: أدعو لابني) أن يجعله الله عبدا صالحا.
قال ابن منده: سمعت عبد الله بن محمد البلخي، سمعت عبد الله بن محمد العابد، سمعت يونس بن سليمان البلخي يقول: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه شريفا كثير المال والخدم والجنائب والبزاة، بينما إبراهيم يأخذ كلابه وبزاته للصيد وهو على فرسه يركضه، إذا هو بصوت من فوقه: يا إبراهيم، ما هذا العبث أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا إتق الله، وعليك بالزاد ليوم الفاقة، قال: فنزل عن دابته ورفض الدينا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب بنت الشغري، أنا عبد الوهاب بن شاه أنا أبو القاسم القشيري قال: ومنهم إبراهيم بن أدهم، كان من أبناء الملوك، فخرج يتصيد، وأثار ثعلبا أو أربنا وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت أم لهذا أمرت فنزل عن دابته وصادق راعيا لأبيه، وأخذ جبته الصوف فلبسها، وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية إلى أن قال: ومات بالشام، وكان يأكل من عمل يده، مثل الحصاد، وحفظ البساتين ورأى في البادية رجلا علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده فرأى الخضر وقال: إنما علمك أخي داود الاسم الأعظم.
قلت: أسندها أبو القاسم في رسالته فقال: أخبرني بذلك أبو
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»