تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٢
زاهد أهل الشام في زمانه، أبو أيوب، كان أكثر مقامه بيت المقدس، ودخل بيروت.
حكى عنه: سعيد بن عبد العزيز الفقيه، ومحمد بن يوسف الفريابي، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشي.
قال السري السقطي: أربعة كانوا قد أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال: وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخواص، فنظروا إلى الورع، فلما ضاقت عليهم الأمور، فزعوا إلى التعلل أو قال التذلل.
وقال محمد بن حميد الخواص: قال لي بشر الحافي: أتمنى أربعة: يوسف بن أسباط، والثوري، وسليمان الخواص، وإبراهيم بن أدهم.
وقال الفريابي: كنت في مجلس في الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وسليمان الخواص، فذكر الأوزاعي الزهاد فقال: أما نريد أن نرى مثلهم فقال سعيد: ما رأيت أزهد من سليمان الخواص، ولم يشعر سعيد بأنه في المجلس، فقنع سليمان رأسه وقام، فأقبل الأوزاعيعلى سعيد فقال: لا تعقل ما تقول تؤذي جليسنا، تزكيه في وجهه.
روى أبو سهل الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز قال: دخلت على سليمان الخواص، فرأيته جالسا في الظلمة وحده، فكلمته في ذلك فقال: ظلمة القبر أشد، فقلت: ألا تطلب لك رفيقا قال: أخاف أن لا أقوم بحقه، قلت: هذا مال صحيح أصبته وأنا لك به يوم القيامة، خذه فأنفقه، قال: يا سعيد إن نفسي لن تجبني إلى ما رأيت حتى خشيت أن لا تقول، فإن
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»