تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٧
ويؤثرها ولو هتكت الخرق لذهبت ضياعا. وخرجت إلى الشام ولو اختلف سيفان لاعراق ذهبت الخلافة ضياعا.
وقيل: كان معن بن زائدة ممن قاتل المسودة مع ابن هبيرة، فلما قامت دولة المسودة اختفى معن إلى أن ظهر يوم الراوندية، فأبى يومئذ وبرز حتى كان النصر على يديه، ثم اختفى كما هو، فتطلبه المنصور ونودي بأمانه فأتي به فأمر له بمال جليل وولاه اليمن.
وفيها أمر المنصور ابنه المهدي وجعله ولي عهد المسلمين وبعثه على خراسان وأن ينزل الري، ففعل، وبلغ المنصور أن أمير خراسان عبد الجبار الأزدي يقتل رؤساء الخراسانيين، فقال لأبي أيوب الخوزي: إن هذا قد أفنى شيعتنا ولم نفعل هذا إلا وهو يريد أن يخلع الطاعة.
فقال: أكتب إليه أنك تريد غزو الروم فليوجه إليك الجند والفرسان، فإذا خرجوا بعثت إليه من شئت، فليس به امتناع، فكتب إليه بذلك فكان جوابه أن الترك قد جاشت، وإن فرقت الجنود ذهبت خراسان، فكتب المنصور إليه بمشورة أبي أيوب: إن خراسان أهم من غيرها، وإني موجه إليك جيشا مددا من عندي، يريد المنصور بهذا أن عبد الجبار إن هم بالخروج وثبوا عليه، فكان جوابه: إن خراسان مجدبة وأخاف من الغلاء على الجند. فقال أبو أيوب المنصور: هذا رجل قد أبدى صفحته وقد خلع فلا تناظره، فوجه إليه خازم بن خزيمة. قال: فجهر المهدي من الري خازم بن خزيمة لحربه مقدمة، ثم سار المهدي إلى أن قدم
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»