تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٥
بن علي بن أبي طالب لتخلفهما عن الحضور عنده مع الأشراف، فقيل إن محمدا ذكر أن المنصور لما حج في حياة أخيه السفاح كان ممن بايع له ليلة اشتور بنو هاشم بمكة فيمن يعقدون له الخلافة حين) اضطرب أمر بني أمية فسأل المنصور زيادا متولي المدينة عن ابني عبد الله بن حسن. فقال: ما يهمك يا أمير المؤمنين من أمرهما أنا آتيك بهما، فضمنه إياهما في سنة ست وثلاثين ومائة.
قال عبد العزيز بن عمران: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. قال: لما استخلف المنصور لم يكن همه إلا طلب محمد والمسألة عنه بكل طريق، فدعا بني هاشم واحدا واحدا كلهم يخليه ويسأله عنه فيقولون: يا أمير المؤمنين قد علم أنك قد عرفته بطلب هذا الشأن قبل اليوم فهو يخافك وهو الآن لا يريد لك خلافا ولا معصية. وأما حسن بن زيد فأخبره بأمره وقال: لا آمن أن يخرج. فذكر يحيى البرمكي أن المنصور اشترى رقيقا من رقيق الأعراب فكان يعطي الرجل منهم البعير والبعيرين وفرقهم في طلب محمد بن عبد الله بأطرف المدينة يتجسسون أمره وهو مختف.
وذكر السندي مولى المنصور قال: رفع عقبة بن مسلم الأزدي عند المنصور واقعة وذلك أن عمر بن حفص أوفد من السند وفدا فيهم فأعجب المنصور هيئته فاستخلى به وقال: إني لأرى لك هيئة وموضعا وإني لأريدك لأمر وأنا به معنى لم أزل أرتاد له رجلا عسى أن تكون، فإن كفيتنيه رفعتك. فقال: أرجو أن أصدق ظن أمير المؤمنين في. قال: فاخف شخصك واستر أمرك وأتني يوم كذا، فأتاه في الوقت المعين. فقال له: إن بني عمنا هؤلاء قد أبو إلا كيدا لملكنا واغتيالا له ولهم شيعة بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم ويرسلون إليهم ببصدقات أموالهم فأخرج إليهم بكسوة وألطاف حتى تأتيهم بكتاب مبتكر
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»