تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٢٣٥
قلت: قد وثقه مطلقا ابن معين والعجلي وأبو زرعة وآخرون. قال النسائي: هو أحفظ من ابن جريج.
وروى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال: كان عمرو بن الحارث يخرج من منزله فيجد الناس صفوفا يسألونه عن القرآن والحديث والفقه والشعر والعربية والحساب، وكان صالح بن علي قد جعل عمرو بن الحارث يؤدب ابنه الفضل فنال حشمة بذلك.
قلت: علومه المذكورة هي علوم الإسلام ذلك الوقت ما كان القوم يخوضون في سوى ذلك ولا يعرفونه، فخلف من بعدهم خلف عملوا أصول الدين والكلام والمنطق وخاضوا كما خاضت الحكماء.
قال أبو حاتم الرازي: كان عمرو بن الحارث أحفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ. وقال ابن وهب: ما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث.
قلت: يقول ابن وهب: مثل هذا القول وقد رأى مالكا والليث وابن جريج.
وروى حرملة عن ابن وهب قال: اهتدينا باثنين بمصر: عمرو بن الحارث والليث وباثنين بالمدينة مالك وعبد العزيز بن الماجشون لولا هؤلاء لكنا ضالين.
وقال: وروى أحمد بن يحيى بن وزير عن ابن وهب قال: لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك.
وقال سعيد بن عفير: كان عمرو بن الحارث أخطب الناس وأبلغهم وأرواهم للشعر.
وقال الليث: كنت أرى عمر بن الحارث عليه أثواب بدينار فلم تمض
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»