تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٩٤
جوادا كريما وهو قليل الحديث له نحو من خمسين حديثا.
قال ابن فضيل: سمعت ابن شبرمة يقول: كنت إذا اجتمعت أنا والحارث العتكي على مسألة لم نبال من خالفنا.
قال عبد الوارث: ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة.
قال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قال له الرجل جعلت فداك، يغضب ويقول: قل غفر الله لك.
وقال محمد بن السماك على ابن شبرمة قال: من بالغ في الخصومة أثم ومن قصر فيها خصم، ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر.
قال ابن المبارك عن ابن شبرمة قال: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.
وقال أحمد العجلي: كان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا دون ابن شبرمة فبعث أبو جعفر إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه ثم كتب إليه: اقتله فاستشار ابن شبرمة فقال له: لم يرد المنصور غيرك.
وكان عيسى ولي عهد المنصور، فقال ابن شبرمة احبسه واكتب إليه أنك قتلته، ففعل فجاء أخوته إلى عيسى فقال لهم: كتب إلي أمير المؤمنين أن أقتله وقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال: كذب أقيدنه به، فارتفعوا إلى القاضي، فلما حققوا عليه طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يعرف هذا، فمازال ابن شبرمة مختفيا حتى مات) بخراسان، سيره إليها عيسى بن موسى.
وروى ابن فضيل عن أبيه قال: كان ابن شبرمة ومغيرة والحارث العتكي يسهرون في الفقه فربما لم يقوموا حتى ينادى بالفجر.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»