تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٦٦
المتكلم الضال رأس الجهمية وأساس البدعة. كان ذا أدب ونظر وذكاء وفكر وجدال ومراء، وكان كاتبا للأمير الحارث بن سريج التميمي الذي توثب على عامل خراسان نصر بن سيار، وكان الجهم ينكر صفات الرب عز وجل وينزهه بزعمه عن الصفات كلها ويقول بخلق القرآن، ويزعم أن الله ليس على العرش بل في كل مكان، فقيل كان يبطن الزندقة والله أعلم بحقيقته.
وكان هو ومقاتل بن سليمان المفسر بخراسان طرفي نقيض هذا يبالغ في النفي والتعطيل ومقاتل يسرف في الإثبات والتجسيم.
قال أبو محمد بن حزم:) كان جهم مع مقاتل بخراسان في وقت واحد وكان يخالف مقاتلا في التجسيم كان جهم يقول: ليس الله شيئا ولا غير شيء لأنه قال تعالى الله خالق كل شيء فلا شيء إلا وهو مخلوق، قال: وكان يقول: إن الإيمان عقد بالقلب وإن كفر بلسانه من تقية أو إكراه، وإن عبد الصليب والأوثان في الظاهر ومات على ذلك فهو مؤمن ولي لله من أهل الجنة. قال: وكان مقاتل يقول: إن الله جسم لحم ودم على صورة الإنسان، تعالى الله عن ذلك.
وقال أبو عبد الله بن منده: ثنا أحمد بن الحسن الأصبهاني بنيسابور ثنا عبد الله بن إسحاق النهاوندي سمعت أحمد بن مهدي بن يزيد القافلاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله هؤلاء اللفظية فذكر القصة، ثم قال أحمد بن حنبل: قال لنا علي بن عاصم: ذهبت إلى محمد بن سوقة فقال: ها هنا رجل قد بلغني أنه لم يصل فمررت مع إليه فقال: يا جهم ما هذا، بلغني أنك لا تصلي قال: نعم. قال: مذكم قال: مذ تسعة وثلاثين يوما واليوم
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»