تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٨٤
وقال الواقدي: حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام بن عبد الملك ولقد ثقل عليه خروج زيد فما كان شيء حتى أتي إليه برأسه وصلب بدنه بالكوفة.
قال الواقدي: فلما ظهر بنو العباس عهد عبد الله بن علي فنبش هشاما من قبره وصلبه.
قال ابن عائشة: قال هشام بن عبد الملك: ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئا واحدا: أخ أرفع مئونة التحفظ فيما بيني وبينه.
وقيل: إن هذا البيت له ولم يحفظ له سواه.
* إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى * إلى بعض ما فيه عليك مقال * قال حرملة: ثنا الشافعي قال: لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب أن يخلو يوما لا يأتيه فيه غم فما انتصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور فأوصلت إليه فقال: ولا يوما واحدا وقال ابن عيينة: كان هشام بن عبد الملك لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت.
قال الهيثم بن عمران: مات هشام من ورم أخذه في حلقه يقال له الجرذون بالرصافة.
وقال غير واحد: مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وله أربع وخمسون سنة.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»