تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١٥٨
قال ابن وهب: قال بكر بن مضر: قال عبد الله بن يزيد بن هرمز: ما تعلمت العلم إلا لنفسي.
قال ابن وهب: وحدثني محمد بن دينار أن عبد الله بن يزيد بن هرمز كان يقول: اني لأحب للرجل ان لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة.
قال ابن وهب: وقال مالك: كان ابن هرمز رجلا كنت أحب ان أقتدي به. وحدثني مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فوجده جالسا على سرير له وهو وحده فذكر شرائع الاسلام وما انتقص منه وما يخاف من ضيعته وإن دموعه لتنسكب، قال: وقتل أبوه يوم الحرة.
وحدثني مالك عن ابن هرمز أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: ان لهذا نظرا وتفكرا فيقال: أجل فافعل، فيقول: ما أحب ان أشغل نفسي في ذلك متى أصلي متى اذكر. وقال إني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده لا أدري ليأخذ بذلك من بعده.
قال مالك: لم يكن أحد بالمدينة له شرف إلا إذا حزبه الأمر رجع إلى أمر ابن هرمز وقوله،) وكان إذا قدمت المدينة غنم الصدقة وإبلها ترك اللحم ولم يأكله، فقيل له: لم قال: لأنهم كانوا يقدمون بها إلى الأمراء ولا يضعونها. في حقها وروى مالك عن ابن هرمز قال: اني لأعجب للإنسان أن يرزق الرزق الحلال فيرغب في الربح فيدخل في الشيء اليسير من الحرام فيفسد المال كله.
قال ابن وهب: كان ابن زيد بن أسلم حدثنا عن ابن هرمز أنه قال: حين كف عن كلام: ما كنا الا قضاة ولكن لم نكن نعرف ما نحن فيه، فكانت الفروج تستحل بكلامنا وتؤخذ الأموال بكلامنا، أدركنا من كان قبلنا إذا سئلوا عن الشيء قال بعضهم لبعض: انظروا فيما يقول صاحبكم فيقولون: كلنا نشبه هذا الأمر بالأمر الذي كان في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنه الذي
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»