تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٥٠٠
عبد الملك، فقال سليمان: وددتها والله.
وعن أبي الزناد قال: كان الوليد لحانا كأني أسمعه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا أهل المدينة.
قلت: وكان الوليد جبارا ظالما، لكنه أقام الجهاد في أيامه، وفتحت في خلافته فتوحات عظيمة كما ذكرنا.
قال حماد بن زيد: حدثني خالد بن نافع، حدثني ابن عيينة، عن المهلب بن أبي صفرة، عن يزيد بن المهلب قال: لما ولاني سليمان بن عبد الملك خراسان ودعني عمر بن عبد العزيز فقال لي: يا يزيد اتق الله، إني حين وضعت الوليد في لحده إذا هو يركض في أكفانه، يعني ضرب الأرض برجله.
قال سعيد بن عبد العزيز: هلك الوليد بدير مران فحمل على أعناق الرجال فدفن بباب الصغير.) قال أبو عمر الضرير وغيره: توفي في نصف جمادى الآخرة سنة ست وتسعين.
وقال خليفة: عاش إحدى وخمسين سنة.
قلت: كانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر، وبلغنا أن البشير لما جاء الوليد بفتح الأندلس جاءه أيضا بشير بفتح مدينة من خراسان، قال الخادم: فأعلمته وهو يتوضأ، فدخل المسجد وسجد لله طويلا وحمده وبكى.
وقيل: كان يختن الأيتام ويرتب لهم المؤدبين ويرتب للزمني من يخدمهم وللأضراء من يقودهم من رقيق المسلمين، وعمر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه، ورزق الفقهاء والفقراء والضعفاء، وحرم عليهم سؤال الناس، وفرض لهم ما يكفيهم وضبط الأموال أتم ضبط.
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»