تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٤٩٨
والبس جلد نمر ودلني في حفرتي وخلني وشأني، ثم ادع الناس إلى البيعة، فمن قال هكذا، فقل بالسيف هكذا.
وبويع الوليد في شوال.
وروى سعيد بن عامر الضبعي عن كثير أبي الفضل الطفاوي قال: شهدت الوليد بن عبد الملك صلى الجمعة والشمس على الشرف، ثم صلى العصر.
قلت: كثير هو ابن يسار، بصري.
روى عنه: حماد بن زيد، وأبو عاصم النبيل، وجماعة. لم يضعف، وبنو أمية معروفون بتأخير الصلاة عن وقتها.
وقال ضمرة، عن علي بن أبي عبلة، سمع عبد الله بن عبد الملك بن مروان قال: قال لي الوليد: كيف أنت والقرآن قلت: يا أمير المؤمنين أختمه في كل جمعة، قلت:
فأنت يا أمير المؤمنين قال: وكيف مع الأشغال، قلت: على ذاك، قال: في كل ثلاث. قال علي: فذكرت ذلك لإبراهيم بن أبي عبلة فقال: كان يختم في رمضان سبع عشرة مرة.
وقال ضمرة: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول: رحم الله الوليد وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس وبنى مسجد دمشق، وكان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على قراء بيت المقدس.
وقال عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه قال: خرج الوليد بن عبد الملك من الباب الأصغر، فوجد رجلا عند الحائط عند المئذنة الشرقية يأكل وحده، فجاء فوقف على رأسه، فإذا هو يأكل خبزا وترابا، فقال: ما شأنك انفردت من الناس قال: أحببت الوحدة، قال: فما حملك على أكل التراب، أما في بيت مال المسلمين ما يجرى) عليك قال: بلى ولكن رأيت القنوع، قال: فرد الوليد إلى مجلسه ثم أحضره، فقال: إن لك لخبرا لتخبرني به وإلا ضربت ما فيه عيناك، قال: نعم، كنت جمالا ومعي ثلاثة أجمال موقرة طعاما حتى أتيت مرج الصفر فقعدت في خربة
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»