كل سنة، ويحج معه رجال من إخوانه تعودوا ذلك، فأبطأ عاما حتى فاتت أيام الحج، فقال لأصحابه: أخرجوا، فقالوا: كيف قال: لا بد أن تخرجوا، ففعلوا استحياء منه، فأصابهم حين جن عليهم الليل إعصار شديد حتى كاد لا يرى بعضهم بعضا، فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة، فحمدوا الله عز وجل، فقال: ما تعجبون من هذا في قدرة الله تعالى.
وقال قتادة: قال مسلم بن يسار في الكلام في القدر: هما واديان عميقان، يسلك فيهما الناس، لن يدرك غورهما، فاعمل عمل رجل تعلم أنه لا ينجيك إلا عملك، وتوكل توكل رجل تعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.
وقال ابن عون: لما وقعت الفتنة يعني نوبة ابن الأشعث، خف مسلم فيها، وأبطأ الحسن، وارتفع الحسن واتضع مسلم.
وقال أيوب السختياني: قيل لابن الأشعث: إن أردت أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة، فأخرج معك مسلم بن يسار، فأخرجه مكرها.
وقال أيوب، عن أبي قلابة: قال لي مسلم بن يسار: إني أحمد الله إليك أني لم أضرب فيها) بسيف. قلت: فكيف بمن رآك بين الصفين؟ فقال: