تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٤٠٨
وكان كبير القدر عالما عابدا قانتا لله.
قال الأوزاعي: كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين فيلقى ابن محيريز فتتقاصر إليه نفسه لما يرى من فضل ابن محيريز.
وقال عمرو بن عبد الرحمن بن محيريز: كان جدي يختم في كل جمعة، وربما فرشنا له فراشا، فيصبح على حاله لم ينم عليه.
وقال مروان الطاطري: ثنا رباح بن الوليد قلت: وقد وثقه أبو زرعة النصري، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال رجاء بن حيوة: إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فإنا نفخر عليهم بعبادنا عبد الله بن محيريز.) وقال محمد بن حمير، عن ابن أبي عبلة، عن رجاء قال: إن كان أهل المدينة يرون ابن عمر فيهم إماما فإنا نرى ابن محيريز فينا إماما، وكان صموتا معتزلا في بيته.
روى رجاء بن أبي سلمة، عن خالد بن دريك قال: كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت، كان أبعد الناس أن يسكت عن حق في الله من غضب ورضا، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
وقال ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن مقبل بن عبد الله الكناني قال: ما رأيت أحدا أحرى أن يستر خيرا من نفسه، ولا أقول لحق إذا رآه من ابن محيريز. ولقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبة خز، فقال: أتلبس الخز فقال: إنما ألبسها لهؤلاء وأشار إلى عبد الملك فغضب ابن محيريز وقال له: ما ينبغي أن تعدل خوفك من الله بأحد من الناس.
وعن الأوزاعي قال: من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز، فإن الله لم يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»