تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣١
أنطاكية، ثم التقوا الروم وحج بالناس عمر بن الوليد بن عبد الملك.
ويقال إن فيها شرع الوليد ببناء الجامع وكان نصفه كنيسة للنصارى، وعلى ذلك صالحهم أبو عبيدة بن الجراح، فقال الوليد للنصارى: إنا قد أخذنا كنيسة توما عنوة، يعني كنيسة مريم فأنا أهدمها، وكانت أكبر من النصف الذي لهم، فرضوا بإبقاء كنيسة مريم، وأعطوا النصف وكتب لهم بذلك، والمحراب الكبير هو كان باب الكنيسة، ومات الوليد وهم بعد في زخرفة بناء) الجامع، وجمع عليه الوليد الحجارين والمرخمين من الأقطار، حتى بلغوا فيما قيل اثني عشر ألف مرخم، وغرم عليها قناطير عديدة من الذهب، فقيل إن النفقة عليه بلغت ستة آلاف ألف دينار، وذلك مائة قنطار وأربعة وأربعون قنطارا بالقنطار الدمشقي.
وفيها أمر الوليد عامله على المدينة عمر بن عبد العزيز ببناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يزاد فيه من جهاته الأربع، وأن يعطي الناس ثمن الزيادات شاءوا أو أبوا.
قال محمد بن سعد: ثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن يزيد الهذلي قال: رأيت منازل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز، فزادها في المسجد، وكانت بيوتا باللبن، ولها حجر من جريد مطرور بالطين، عددت تسعة أبيات بحجرها، وهي ما بين بيت عائشة إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الواقدي: حدثني معاذ بن محمد، سمع عطاء الخراساني يقول:
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»