تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٠
وقال أبو حاتم: صدوق في الحديث.
قلت: هو معبد بن عبيد الله بن عويمر، ويقال: معبد بن عبد الله بن عكيم، ولد الذي روى: لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
وقيل: هو معبد بن خالد.
وكان من أعيان الفقهاء بالبصرة.
قال يعقوب بن شيبة: حدثني محمد بن إسحاق بن أحمد، عمن حدثه، عن عبد الملك بن عمير قال: اجتمعت القراء إلى معبد الجهني، وكان ممن شهد دومة الجندل موضع الحكمين، فقالوا له: قد طال أمر هذين الرجلين، فلو لقيتهما فسألتهما عن بعض أمرهما، فقال: لا تعرضوني لأمر أنا له كاره، والله ما رأيت كهذا الحي من قريش، كأن قلوبهم أقفلت بأقفال الحديد، وأنا صاير إلى ما سألتم، قال معبد: فخرجت فلقيت أبا موسى الأشعري، فقلت له: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت من صالحي أصحابه، واستعملك، وقبض وهو عنك راض، وقد وليت أمر هذه الأمة، فانظر ما أنت صانع، فقال: يا معبد غدا ندعو الناس إلى رجل لا يختلف فيه اثنان، فقلت في نفسي: أما هذا فقد عزل صاحبه، فطمعت في عمرو بن العاص، فخرجت فلقيته وهو راكب بغلته يريد المسجد، فأخذت بعنانه، فسلمت عليه فقلت: يا أبا عبد الله، إنك قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت من صالحي أصحابه، قال: بحمد الله. قلت: واستعملك، وقبض راضيا عنك. قال: بمن الله. ثم نظر إلي شزرا، فقلت: قد وليت أمر هذه الأمة، فانظر ما أنت صانع، فنزع عنانه من يدي، ثم قال: إيها تيس جهينة، ما أنت وهذا؟ لست
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»