تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٨
له إمرة العراق، كنيته أبو المغيرة، أسلم في عهد أبي بكر، وكان كاتب أبي موسى في إمرته على البصرة. سمع من عمر.
روى عنه: محمد بن سيرين، وعبد الملك بن عمير، وجماعة.
وولد سنة الهجرة، وأمه سمية جارية الحارث بن كلدة الثقفي.
قال البخاري: هو أخو أبي بكرة الثقفي لأمه.
وكان زياد لبيبا فاضلا، حازما، من دهاة العرب، بحيث يضرب به المثل.
يقال أنه كتب لأبي موسى، وللمغيرة بن شعبة، ولعبد الله بن عامر، وكتب بالبصرة لابن) عباس.
وذكر الشعبي: أن عبد الله بن عباس لما سار من البصرة مع علي إلى صفين استخلف زيادا على بيت المال.
وذكر عوانة بن الحكم أن أبا سفيان بن حرب صار إلى الطائف فسكر، فالتمس بغيا، فأحضرت له سمية، فواقعها، وكانت مزوجة بعبيد مولى الحارث بن كلدة، قال: فولدت زيادا، فادعاه معاوية في خلافته، وأنه من ظهر أبي سفيان.
ولما توفي علي كان زياد عامله على فارس، فتحصن في قلعة، ثم كاتب معاوية أن يصالحه على ألفي ألف درهم، ثم أقبل زياد من فارس.
وقال محمد بن سيرين: إن زيادا قال لأبي بكرة، وهو أخوه لأمه: ألم تر أن أمير المؤمنين أرادني على كذا وكذا، وقد ولدت على فراش عبيد وأشبهته، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ادعى إلى غير أبيه، فليتبوأ
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»