تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٥٩١
منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قاتلهم علي قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، قال: ارجعوا، فوالله ما كذبت ولا كذبت، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد الله: أنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم.
وقال يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن عبيد الله بن عياض، أن عبد الله بن شداد بن الهاد دخل على عائشة ونحن عندها ليالي قتل علي، فقالت: حدثني عن هؤلاء الذين قاتلهم علي، قال: إن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس يعني عبادهم فنزلوا بأرض حروراء من جانب الكوفة وقالوا: انسلخت من قميص ألبسك الله وحكمت في دين الله الرجال، ولا حكم إلا لله.
فلما بلغ عليا ما عتبوا عليه، جمع أهل القرآن، ثم دعا بالمصحف إماما عظيما، فوضع بين يديه، فطفق يحركه بيده ويقول: أيها المصحف حدث الناس، فناداه الناس، ما تسأل إنما هو مداد وورق، ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد فقال: أصحابكم الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله تعالى: يقول الله في كتابه: فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها، فأمة محمد أعظم حقا وحرمة من رجل وامرأة، وذكر الحديث شبه ما تقدم، قال: فرجع منهم أربعة آلاف، فيهم ابن الكواء، ومضى
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 585 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»