تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٧
فصلح ذات بينهم حتى يهرقوا دم سبعين ألفا، وما قتلت أمة خليفتها فيصلح الله بينهم حتى يهرقوا دم أربعين ألفا، وما هلكت أمة حتى يرفعوا القرآن على السلطان، قال: فلم ينظروا فيما قال، وقتلوه، فجلس على طريق علي بن أبي طالب، فقال له: لا تأت العراق والزم منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالذي نفسي بيده لئن تركته لا) تراه أبدا، فقال من حول علي: دعنا نقتله، قال: دعوا عبد الله بن سلام، فإنه رجل صالح.
قال عبد الله بن مغفل: كنت استأمرت عبد الله ن سلام في أرض اشتريتها. فقال بعد ذلك: هذه السنة أربعين سنة، وسيكون صلح فاشترها. قيل لحميد بن هلال: كيف ترفعون القرآن على السلطان قال: ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان ودخل ابن عمر على عثمان وهو محصور فقال: ما ترى. قال: أرى أن نعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك غير أن لا تخلع نفسك، فقال: دونك عطاءك وكان واجدا عليه فقال: ليس هذا اليوم ذاك. ثم خرج ابن عمر إليهم فقال: إياكم وقتل هذا الشيخ، والله لئن قتلتموه لم تحجوا البيت جميعا أبدا، ولم تجاهدوا عدوكم جميعا أبدا، ولم تقسموا فيئكم جميعا أبدا إلا أن تجتمع الأجساد والأهواء مختلفة، ولقد رأيتنا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون ونقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان. رواه عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر.
وعن أبي جعفر القاري قال: كان المصريون الذين حصروا عثمان
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»