تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٠
ودخلوها وضجوا بالتكبير، ونزلوا في مواضع عساكرهم، وأحاطوا بعثمان وقالوا: من كف يده فهو آمن.
ولزم الناس بيوتهم، فأتى علي رضي الله عنه فقال: ما ردكم بعد ذهابكم قالوا: وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا، وقال الكوفيون والبصريون: نحن نمنع إخواننا وننصرهم. فعلم الناس أن ذلك مكر منهم.
وكتب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدهم، فسارو إليه على الصعب والذلول، فبعث معاوية إله حبيب بن مسلمة، وبعث ابن أبي سرح معاوية بن حديج وسار إليه من الكوفة القعقاع بن عمرو.
فلما كان يوم الجمعة صلى عثمان بالناس وخطب فقال: يا هؤلاء الغزاة الله الله، فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فامحوا الخطأ بالصواب، فإن الله لا يمحو السيء إلا بالحسن، فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا أشهد بذلك، فأقعده حكيم بن جبلة، فقام زيد بن ثابت فقال: ابغني الكتاب، فثار إله من ناحية أخرى محمد بن أبي قتيرة فأقعده وتكلم فأفظع، وثار القوم بأجمعهم. فحصبوا الناس حتى أخرجوهم، وحصبوا عثمان حتى صرع عن المنبر مغشيا عليه، فاحتمل وأدخل الدار.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»