تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٣٣
ملكه، فوالله ما علمنا حزنا قط، أشد من حزن حزناه عند ذلك، تخوفا أن يظهر عليه من لا يعرف حقنا.
فسار إليه النجاشي، وبينهما عرض النيل.
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يخرج حتى يحضر الوقعة ويخبرنا فقال الزبير بن العوام: أنا أخرج. وكان من أحدث القوم سنا. فنفخوا له قربة فجعلها في صدره، وسبح عليها إلى الناحية التي فيها الوقعة. ودعونا الله للنجاشي. فوالله إنا لعلى ذلك، متوقعون لما هو كائن، إذ طلع علينا الزبير يسعى ويلوح بثوبه. ألا أبشروا، فقد ظهر النجاشي، وأهلك الله عدوه. فوالله ما علمنا فرحة مثلها قط.
ورجع النجاشي سالما، وأهلك الله عدوه. واستوثق له أمر الحبشة. فكنا عنده في خير منزل، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة.
خرجه د من حديث ابن إسحاق عن الزهري.
وهؤلاء قدموا مكة، ثم هاجروا إلى المدينة. وبقي جعفر وطائفة بالحبشة إلى عام خيبر.
وقد قيل إن إرسال قريش إلى النجاشي كان مرتين. وأن المرة الثانية كان مع عمرو، عمارة بن الوليد المخزومي أخو خالد.)::::
ذكر ذلك ابن إسحاق أيضا. وذكر ما دار لعمرو بن العاص مع عمارة ابن الوليد من رميه إياه في البحر، وسعى عمرو به إلى النجاشي في وصوله إلى بعض حرمه أو أخدمه. وأنه ظهر ذلك في ظهور طيب الملك
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»