فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكره فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا فقال: والله ما أنصفوني لكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لك فحقب الأمر وحميت الحرب وتنابذ القوم فقال أبو طالب:
* ألا قل لعمرو والوليد ومطعم * ألا ليت حظي من حياطتكم بكر * * من الخور حبحاب كثير رغاؤه * يرش على الساقين من بوله قطر * * أرى أخوينا من أبينا وأمنا * إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر * * أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا * هما نبذانا مثلما ينبذ الجمر * وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني شيخ من أهل مصر منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس في قصة طويلة جرت بين المشركين وبين النبي صلى الله عليه وسلم فلما قام عنهم قال أبو جهل: يا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وسب آلهتنا وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر فإذا سجد فضخت به رأسه فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم. فلما أصبح