فقالا: يا غلام هل عندك لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن ولست بساقيكما فقالا: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟ قلت: نعم فأتيتهما بها فاعتقلها أبو بكر وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الضرع فدعا فحفل الضرع وأتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فحلب فيها ثم شربا وسقياني ثم قال للضرع:
اقلص فقلص فلما كان بعد أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: علمني من هذا القول الطيب يعني القرآن فقال: إنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد.
فصل في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عشيرته إلى الله وما لقي من قومه قال جرير: عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * دعا النبي صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال:
يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا