الدعوة للعبيديين وكتاب الأخبار في الفقه وكتاب الاقتصار في الفقه أيضا وقال ابن زولاق في كتاب أخبار قضاة مصر في ترجمة أبي الحسن علي بن النعمان المذكور ما مثاله وكان أبوه النعمان بن محمد القاضي في غاية الفضل من أهل القرآن والعلم بمعانيه وعالما بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر الفحل والمعرفة بأيام الناس مع عقل وإنصاف وألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأملح سجع وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا وله ردود على المخالفين له رد على أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلى ابن سريج وكتاب اختلاف الفقهاء ينتصر فيه لأهل البيت رضي الله عنهم وله القصيدة الفقهية لقبها بالمنتخبة وكان أبو حنيفة المذكور ملازما صحبة المعز أبي تميم معد بن منصور المقدم ذكره ولما وصل من إفريقية إلى الديار المصرية كان معه ولم تطل مدته ومات في مستهل رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بمصر وذكر أحمد بن محمد بن عبد الله الفرغاني في سيرة القائد جوهر أنه توفي في ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة من السنة وصلى عليه المعز وذكر ابن زولاق في تاريخه بعد ذكر وفاة المعز وذكر أولاده وقضاة المعز فقال قاضيه الواصل معه من المغرب أبو حنيفة النعمان بن محمد الداعي ولما وصل إلى مصر وجد جوهرا قد استخلف على القضاء أبا طاهر الذهلي البغدادي فأقره انتهى كلام ابن زولاق 287 وكان والده أبو عبد الله محمد قد عمر ويحكي أخبارا كثيرة نفيسة حفظها وعمره أربع سنين وتوفي في رجب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وصلى عليه ولده أبو حنيفة المذكور ودفن في باب سلم وهو أحد أبواب القيروان وكان عمره مائة وأربع سنين
(٤١٦)