747 كمال الدين ابن يونس أبو الفتح موسى بن أبي الفضل يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد الملقب كمال الدين الفقيه الشافعي تفقه بالموصل على والده ثم توجه إلى بغداد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وأقام بالمدرسة النظامية يشتغل على المعيد بها السديد السلماسي المقدم ذكره وكان المدرس بها يومئذ الشيخ رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس القزويني فقرأ الخلاف والأصول وبحث الأدب على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري المقدم ذكره فتميز ومهر وكان قد قرأ أولا على الشيخ أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى وهو بالموصل ثم أصعد إلى الموصل وعكف على الاشتغال ودرس بعد وفاة والده في التاريخ الآتي ذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى في موضعه بالمسجد المعروف بالأمير زين الدين صاحب إربل وهذا المسجد رأيته وهو على وضع المدرسة ويعرف الآن بالمدرسة الكمالية لأنه نسب إلى كمال الدين المذكور لطول إقامته به ولما اشتهر فضله انثال عليه الفقهاء وتبحر في جمع الفنون وجمع من العلوم ما لم يجمعه أحد وتفرد بعلم الرياضة ولقد رأيته بالموصل في شهر رمضان سنة ست وعشرين وستمائة وترددت إليه دفعات عديدة لما كان بينه وبين الوالد رحمه الله من المؤانسة والمودة الأكيدة ولم يتفق لي الأخذ عنه لعدم الإقامة وسرعة الحركة إلى الشام وكان الفقهاء يقولون إنه يدري أربعة
(٣١١)