المقلد في الملك فلم يساعده بنو عقيل وقدموا أخاه عليا لكبر سنه ثم توصل بالخديعة حتى ملك وأطال القول في ذلك فاختصرته وهذا حاصله وقال غير ابن الأثير إنه كان فيه عقل وسياسة وحسن تدبير فغلب على سقي الفرات واتسعت مملكته ولقبه الإمام القادر بالله وكناه وأنفذ إليه باللواء والخلع فلبسها بالأنبار واستخدم من الديلم والأتراك ثلاثة آلاف رجل وأطاعته خفاجة وكان فيه فضل ومحبة لأهل الأدب وينظم الشعر حكى أبو الهيجاء ابن عمران بن شاهين قال كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلد المذكور ما بين سنجار ونصيبين فنزلنا ثم استدعاني بعد الزوال وقد نزل بقصر هناك يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي وكان مطلا على بساتين ومياه كثيرة فدخلت عليه فوجدته قائما يتأمل كتابة على الحائط فقرأتها فإذا هي (يا قصر عباس بن عمرو * كيف فارقك ابن عمرك) (قد كنت تغتال الدهور * فكيف غالك ريب دهرك) (واها لعزك بل لجودك * بل لمجدك بل لفخرك) وتحتها مكتوب وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة قلت وهذا الكاتب هو سيف الدولة بن حمدان ممدوح المتنبي وقد تقدم ذكره قال الراوي وكان تحت ذلك مكتوب (يا قصر ضعضعك الزمان * وحط من علياء فخرك) (ومحا محاسن أسطر * شرفت بهن متون جدرك) (واها لكاتبها الكريم * وقدره الموفي بقدرك) وتحت الأبيات مكتوب وكتب الغضنفر بن الحسن بن علي بن حمدان بخطه في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة قلت وهذا الكاتب هو عدة الدولة بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان ابن أخي سيف الدولة وقد سبق ذكر
(٢٦١)