ولما جمع كتاب المثالب قال له رجل مطعون النسب بلغني أنك عبت العرب جميعها فقال وما يضرك أنت من ذلك بريء يعني أنه ليس منهم وقال أبو عبيدة لما قدمت على الفضل بن الربيع قال لي من أشعر الناس فقلت الراعي قال وكيف فضلته على غيره فقلت لأنه ورد على سعيد ابن عبد الرحمن الأموي فوصله في يومه الذي لقيه فيه وصرفه فقال يصف حاله معه (وأنضاء تحن إلى سعيد * طروقا ثم عجلن ابتكارا) (حمدن مناخه وأصبن منه * عطاء لم يكن عدة ضمارا) فقال الفضل ما أحسن ما اقتضيتنا يا أبا عبيدة ثم غدا إلى هارون الرشيد فأخرج لي صلة وأمر لي بشيء من ماله وصرفني وكان أبو عبيدة من موالي بني عبيد الله بن معمر التيمي وقال له بعض الأجلاء تقع في الناس فمن أبوك فقال أخبرني أبي عن أبيه أنه كان يهوديا من أهل باجروان فمضى الرجل وتركه وكان أبو عبيدة جباها لم يكن بالبصرة أحد إلا وهو يداجيه ويتقيه على عرضه وخرج إلى بلاد فارس قاصدا موسى بن عبد الرحمن الهلالي فلما قدم عليه قال لغلمانه احترزوا من أبي عبيدة فإن كلامه كله دق ثم حضر الطعام فصب بعض الغلمان على ذيله مرقة فقال له موسى قد أصاب ثوبك مرق وأنا أعطيك عوضه عشر ثياب فقال أبو عبيدة لا عليك فإن مرقكم لا يؤذي أي ما فيه دهن ففطن لها موسى وسكت وكان الأصمعي إذا أراد دخول المسجد قال انظروا لا يكون فيه ذاك يعني أبا عبيدة خوفا من لسانه فلما مات لم يحضر جنازته أحد لأنه لم يكن يسلم من لسانه شريف ولا غيره وكان وسخا ألثغ مدخول النسب مدخول الدين يميل إلى مذهب الخوارج
(٢٤٠)