كان في خدمة العزيز ابن المعز العبيدي صاحب مصر وصنف له كتبا وقال غيره كان العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر قد تقدم إليه أن يؤلف كتابا يجمع فيه سائر الحروف التي ذكر النحويون أن الكلام كله اسم وفعل وحرف جاء لمعنى وأن يقصد في تأليفه إلى ذكر الحرف الذي جاء لمعنى وأن يجري ما ألفه من ذلك على حروف المعجم قال ابن الجزار وما علمت أن نحويا ألف شيئا من النحو على هذا التأليف فسارع أبو عبد الله القزاز إلى ما أمره العزيز به وجمع المفترق من الكتب النفيسة في هذا المعنى على أقصد سبيل وأقرب مأخذ وأوضح طريق فبلغ جملة الكتاب ألف ورقة ذكر ذلك كله الأمير المختار المعروف بالمسبحي في تاريخه الكبير وله كتاب التعريض ذكر فيه ما دار بين الناس من المعارضين في كلامهم وقال أبو علي الحسن بن رشيق في كتاب الأنموذج إن القزاز المذكور فضح المتقدمين وقطع ألسنة المتأخرين وكان مهيبا عند الملوك والعلماء وخاصة الناس محبوبا عند العامة قليل الخوض إلا في علم دين أو دنيا يملك لسانه ملكا شديدا وكان له شعر مطبوع مصنوع ربما جاء به مفاكهة وممالحة من غير تحفز ولا تحفل يبلغ بالرفق والدعة على الرحب والسعة أقصى ما يحاوله أهل القدرة على الشعر من توليد المعاني وتوكيد المباني علما بتفاصيل الكلام وفواصل النظام فمن ذلك قوله (أما ومحل حبك في فؤادي * وقدر مكانه فيه المكين) (لو انبسطت لي الآمال حتى * تصير من عنانك في يميني) (لصنتك في مكان سواد عيني * وخطت عليك من حذر جفوني) (فأبلغ منك غايات الأماني * وآمن فيك آفات الظنون) (فلي نفس تجرع كل يوم * عليك بهن كاسات المنون)
(٣٧٥)