ذلك منه ببغداد وكان يقول ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم التهمم بها كتاب العلل وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الدارقطني وكتاب المؤتلف والمختلف وأحسن كتاب وضع فيه كتاب الأمير أبي نصر ابن ماكولا وكتاب وفيات الشيوخ وليس فيه كتاب وقد كنت أردت أن أجمع في ذلك كتابا فقال لي الأمير رتبه على حروف المعجم بعد أن رتبته على السنين قال أبو بكر بن طرخان فشغله عنه الصحيحان إلى أن مات وقال ابن طرخان المذكور أنشدنا أبو عبد الله الحميدي المذكور لنفسه (لقاء الناس ليس يفيد شيئا * سوى الهذيان من قيل وقال) (فأقلل من لقاء الناس إلا * لأخذ العلم أو إصلاح حال) وكان قد أدرك بدمشق الخطيب أبا بكر الحافظ وروى عنه وعن غيره وروى الخطيب أيضا عنه وكانت ولادته قبل العشرين وأربعمائة وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ببغداد وقال السمعاني في كتاب الأنساب في ترجمة الميورقي إنه توفي في صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة رحمه الله تعالى هكذا وجدته في المختصر الذي اختصره أبو الحسن علي بن الأثير الجزري المقدم ذكره وكشفت عنه عدة نسخ فوجدته على هذه الصورة لأني توهمت الغلط في نسختي ولم أقدر على مراجعة الأصل الذي لابن السمعاني الذي هذا المختصر منه لأنه لا يوجد في هذه البلاد وبقي في نفسي شيء من التفاوت بين التاريخين فإنه كبير ثم إني كشفت كتاب الذيل للسمعاني فوجدت فيه ان الحميدي المذكور توفي ليلة الثلاثاء السابع عشر من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب ابرز بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وصلى عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي الفقيه في جامع القصر ثم نقل بعد ذلك
(٢٨٣)