حنبل ويحيى بن سعيد القطان انهم وثقوا محمد بن إسحاق واحتجوا بحديثه وإنما لم يخرج البخاري عنه وقد وثقه وكذلك مسلم بن الحجاج لم يخرج عنه إلا حديثا واحدا في الرجم من اجل طعن مالك بن أنس فيه وإنما طعن مالك فيه لأنه بلغه عنه أنه قال هاتوا حديث مالك فانا طبيب بعلله فقال مالك وما ابن إسحاق إنما هو دجال من الدجاجلة نحن أخرجناه من المدينة يشير والله أعلم إلى أن الدجال لا يدخل المدينة وكان محمد بن إسحاق قد أتى أبا جعفر المنصور وهو بالحيرة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب وكان يروي عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير وهي امرأة هشام بن عروة بن الزبير فبلغ ذلك هشاما فأنكره وقال أهو كان يدخل على امرأتي وحكى الخطيب أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت في تاريخ بغداد ان محمد بن إسحاق رأى أنس بن مالك رضي الله عنه وعليه عمامة سوداء والصبيان خلفه يشتدون ويقولون هذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال وتوفي محمد بن إسحاق ببغداد سنة إحدى وخمسين ومائة وقيل سنة خمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين وقال خليفة بن خياط سنة ثلاث وخمسين وقيل اربع وأربعين والله أعلم والأول أصح رحمه الله تعالى ودفن في مقبرة الخيزران بالجباب الشرقي وهي منسوبة إلى الخيزران أم هارون الرشيد وأخيه الهادي وإنما نسبت إليها لأنها مدفونة بها وهذه المقبرة أقدم المقابر التي بالجانب الشرقي ومن كتبه أخذ عبد الملك بن هشام سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكره وكذلك كل من تكلم في هذا الباب فعليه اعتماده وإليه إسناده والمطلبي نسبة إلى المطلب بن عبد مناف المذكور أولا وقد تقدم الكلام على عين التمر في ترجمة أبي العتاهية
(٢٧٧)