وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٤٨٧
(ذاك إكمال وهذا جامع * وهما للناس شمس وقمر) فأشار بالإكمال إلى الغائب وبالجامع إلى الحاضر وكان الخليل قد أخذ عنه أيضا ويقال إن أبا الأسود الدؤلي لم يضع في النحو إلا باب الفاعل والمفعول فقط وإن عيسى بن عمر وضع كتابا على الأكثر وبوبه وهذبه وسمى ما شذ عن الأكثر لغات وكان يطعن على العرب ويخطىء المشاهير منهم مثل النابغة في بعض أشعاره وغيره وروى الأصمعي قال قال عيسى بن عمر لأبي عمرو ابن العلاء أنا أفصح من معد بن عدنان فقال له أبو عمرو لقد تعديت فكيف تنشد هذا البيت (قد كن يخبأن الوجوه تسترا * فاليوم حين بدأن للنظار) أو بدين للنظار فقال عيسى بدأن فقال له أبو عمرو أخطأت يقال بدا يبدو إذا ظهر وبدأ يبدأ إذا شرع في الشيء والصواب حين بدون للنظار وإنما قصد أبو عمرو تغليطه لأنه لا يقال في هذا الموضع بدأن ولا بدين بل بدون ومن جملة تقعيره في الكلام ما حكاه الجوهري في كتاب الصحاح قال سقط عيسى بن عمر عن حمار له فاجتمع عليه الناس فقال ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة افرنقعوا عني معناه ما لكم تجمعتم علي تجمعكم على مجنون انكشفوا عني ورأيت في بعض المجاميع أنه كان به ضيق النفس فأدركه يوما وهو في السوق فوقع ودار الناس حوله يقولون مصروع مصروع فبين قارىء ومعوذ من الجان فلما أفاق من غشيته نظر إلى ازدحامهم فقال هذه المقالة فقال بعض الحاضرين إن جنيه يتكلم بالهندية
(٤٨٧)
مفاتيح البحث: عيسى بن عمر (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»