وأما ضربه إياه في المرة الثانية فقد حدث أبو عبد الله محمد بن شجاع في إسناد متصل يقول في آخره رأيت علي بن عبد الله يوما مضروبا بالسوط يدار به على بعير ووجهه مما يلي ذنب البعير وصائح يصيح عليه هذا علي ابن عبد الله الكذاب فأتيته وقلت ما هذا الذي نسبوك فيه إلى الكذب قال بلغهم عني أني أقول إن هذا الأمر سيكون في ولدي ووالله ليكونن فيهم حتى تملكهم عبيدهم الصغار العيون العراض الوجوه الذين كأن وجوههم المجان المطرقة قلت ذكرابن الكلبي في كتاب النسب أن الذي تولى ضرب علي بن عبد الله بن العباس رضي الله عنهم هو كلثوم بن عياض بن وحوح بن قشير بن الأعور بن قشير كان والي الشرطة للوليد بن مروان ثم إنه تولى إفريقية لهشام بن عبد الملك وقتل بها وقال غير ابن الكلبي كان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة وروى أن علي بن عبد الله دخل على سليمان بن عبد الملك وهو غلط بل الصحيح أنه هشام بن عبد الملك معه ابنا ابنه الخليفتان وهما السفاح والمنصور ابنا محمد بن علي المذكور فأوسع له على سريره وبره وسأله عن حاجته فقال ثلاثون ألف درهم علي دين فأمر بقضائها ثم قال له وتستوصي بابني هذين خيرا ففعل فشكره وقال وصلتك رحم فلما ولى علي قال هشام لأصحابه إن هذا الشيخ قد اختل وأسن وخلط فصار يقول إن هذا الأمر سينتقل إلى ولده فسمعه علي فقال والله ليكونن ذلك وليملكن هذان وكان علي المذكور عظيم المحل عند أهل الحجاز حتى قال هشام بن سليمان
(٢٧٦)