424 أبو الحسن العسكري أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا المقدم ذكره وهو حفيد الذي قبله فلا حاجة إلى رفع نسبه ويعرف بالعسكري وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية كان قد سعي به إلى المتوكل وقيل إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه فوجه إليه بعدة من الأتراك ليلا فهجموا عليه في منزله على غفلة فوجدوه وحده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى فأخذ على الصورة التي وجد عليها وحمل إلى المتوكل في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل يستعمل الشراب وفي يده كأس فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه ولم يكن في منزله شيء مما قيل عنه ولا حالة يتعلق عليه بها فناوله المتوكل الكأس الذي كان بيده فقال يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني منه فأعفاه وقال أنشدني شعرا أستحسنه فقال إني لقليل الرواية للشعر قال لا بد أن تنشدني فأنشده (باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل) (واستنزلوا بعد عز من معاقلهم * فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا) (ناداهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل)
(٢٧٢)