وصنف في أصول الفقه وكل تصانيفه في نهاية الحسن والإفادة وخالف النحاة في مواضع وأورد عليهم إشكالات وإلزامات تبعد الإجابة عنها وكان من أحسن خلق الله ذهنا ثم عاد إلى القاهرة وأقام بها والناس ملازمون للاشتغال عليه وجاءني مرارا بسبب أداء شهادات وسألته عن مواضع في العربية مشكلة فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبت تام ومن جملة ما سألته عن مسألة اعتراض الشرط على الشرط في قولهم إن أكلت إن شربت فأنت طالق لم تعين تقديم الشرب على الأكل بسبب وقوع الطلاق حتى لو أكلت ثم شربت لا تطلق وسألته عن بيت أبي الطيب المتنبي وهو قوله (لقد تصبرت حتى لات مصطبر * فالآن أقحم حتى لات مقتحم) ما السبب الموجب لخفض مصطبر ومقتحم ولات ليست من أدوات الجر فأطال الكلام فيهما وأحسن الجواب عنهما ولولا التطويل لذكرت ما قاله ثم انتقل إلى الإسكندرية للإقامة بها فلم تطل مدته هناك وتوفي بها ضاحي نهار الخميس السادس والعشرين من شوال سنة ست وأربعين وستمائة ودفن خارج باب البحر بتربة الشيخ الصالح ابن أبي شامة وكان مولده في آخر سنة سبعين وخمسمائة بأسنا رحمه الله تعالى وأسنا بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح النون وبعدها ألف وهي بليدة صغيرة من الأعمال القوصية بالصعيد الأعلى من مصر
(٢٥٠)