النحو حتى صار أنحى أهل طبقته وكان فهما فصيحا ذكيا إلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه لقب نفسه ملك النحاة وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك وخرج عن بغداد بعد العشرين وخمسمائة وسكن واسط مدة وأخذ عنه جماعة من أهلها أدبا كثيرا واتفقوا على فضله ومعرفته وذكره أبو البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل فقال ورد إربل وتوجه إلى بغداد وسمع بها الحديث وقرأ مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وأصول الدين على أبي عبد الله القيرواني والخلاف على أسعد الميهني وأصول الفقه على أبي الفتح ابن برهان صاحب الوجيز والوسيط في أصول الفقه وقرأ النحو على الفصيحي وكان الفصيحي قد قرأ على عبد القاهر الجرجاني صاحب الجمل الصغرى ثم سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة ثم رحل إلى الشام واستوطن دمشق وتوفي بها يوم الثلاثاء ثامن شوال ودفن يوم الأربعاء تاسعه سنة ثمان وستين وخمسمائة وقد ناهز الثمانين ودفن بمقبرة باب الصغير رحمه الله تعالى ثم ظفرت بمولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة بالجانب الغربي من بغداد بشارع دار الرقيق وله مصنفات كثيرة في الفقه والأصلين والنحو وله ديوان شعر ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة ومن شعره (سلوت بحمد الله عنها فأصبحت * دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها)
(٩٣)