وكان حجاج بن أرطاة يقع في أبي حنيفة رضي الله عنه ويقول إن أبا حنيفة لا يعقل لله عقلة وكان في أصحاب أبي جعفر وضمه إلى المهدي فلم يزل معه جتى توفي في سنة خمسين ومائة بالري رحمه الله تعالى والمهدي بها يومئذ في خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا في الحديث 151 ابن مسكين أبو عمر الحارث بن مسكين المصري مولى محمد بن زياد بن عبد العزيز بن مروان رأى الليث بن سعد وسأله وسمع سفيان بن عيينة الهلالي وعبد الرحمن ابن القاسم العتقي وعبد الله بن وهب القرشي وروى عنه كافة المصريين وكان فقيها على مذهب مالك بن أنس رضي الله عنه وكان ثقة في الحديث ثبتا حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة وسجنه لأنه لم يجب إلى القول بخلق القرآن فلم يزل ببغداد محبوسا إلى أن ولي جعفر المتوكل فأطلقه وأطلق جميع من كان في السجن حدث الحارث ببغداد ورجع إلى مصر وكتب إليه المتوكل بعهده على قضاء مصر فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين ومائتين إلى أن صرف في سنة خمس وأربعين ولما خرج الحارث من بغداد إلى مصر اغتم عليه أبو علي ابن الجروي غما شديدا فكتب إلى سعدان بن يزيد وهو مقيم بمصر يشكو ما نزل به من غم لفقد الحارث بن مسكين وكان كتب في أسفل كتابه (من كان يسليه نأي عن أخي ثقة * فإنني غير سال آخر الأبد)
(٥٦)