وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٢ - الصفحة ٣٩١
بالبصرة أول سنة إحدى وستين ومائة متواريا من السلطان ودفن عشاء رحمه الله تعالى ولم يعقب والثوري بفتح الثاء المثلثة وبعدها واو ساكنة وراء هذه النسبة إلى ثور ابن عبد مناة وثم ثوري آخر في بني تميم وثوري آخر في بني تميم وثوري آخر بطن من همدان وقيل إنه توفي سنة اثنتين وستين والأول أصح 267 سفيان بن عيينة أبو محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي مولى امرأة من بني هلال بن عامر رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقيل مولى بني هاشم وقيل مولى الضحاك بن مزاحم وقيل مولى مسعر بن كدام وأصله من الكوفة وقيل ولد بالكوفة ونقله أبوه إلى مكة ذكره ابن سعد في كتاب الطبقات وعده في الطبقة الخامسة من أهل مكة كان إماما عالما ثبتا حجة زاهدا ورعا مجمعا على صحة حديثه وروايته وحج سبعين حجة روى عن الزهري وأبي إسحاق السبيعي وعمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر وأبي الزناد وعاصم بن أبي النجود المقرئ والأعمش وعبد الملك بن عمير وغير هؤلاء من أعيان العلماء وروى عنه الإمام الشافعي وشعبة بن الحجاج ومحمد ابن إسحاق وابن جريج والزبير بن بكار وعمه مصعب وعبد الرزاق بن همام الصنعاني ويحيى بن أكثم القاضي وخلق كثير رضي الله عنهم ورأيت في بعض المجاميع أن سفيان خرج يوما إلى من جاءه يسمع منه وهو ضجر فقال أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد وجالس هو أبا سعيد الخدري وجالست عمرو بن دينار وجالس هو ابن عمر رضي الله عنهما وجالست الزهري وجالس هو أنس بن مالك حتى عد جماعة ثم أنا أجالسكم فقال له حدث في المجلس أتنصف يا أبا محمد قال إن شاء الله تعالى فقال والله لشقاء أصحاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بك أشد من شقائك بنا فأطرق وأنشد قول أبي نواس (خل جنبيك لرام * وامض عنه بسلام) (مت بداء الصمت خير * لك من داء الكلام) (إنما السالم من ألجم * فاه بلجام) فتفرق الناس وهم يتحدثون برجاحة الحدث وكان ذلك الحدث يحيى بن أكثم التميمي فقال سفيان هذا الغلام يصلح لصحبه هؤلاء يعني السلطان وسيأتي ذكر يحيى في حرف الياء إن شاء الله تعالى وهو القاضي المشهور وقال الشافعي ما رأيت أحدا فيه من آلة الفتيا ما في سفيان وما رأيت أكف عن الفتيا منه وكان أدرك نيفا وثمانين نفسا من التابعين قال سفيان المذكور كنت أخرج إلى المسجد فأتصفح الخلق فإذا رأيت مشيخة وكهولة جلست إليهم وأنا اليوم قد اكتنفني هؤلاء الصبيان ثم ينشد (خلت الديار فسدت غير مسود * ومن الشقاء تفردي بالسؤدد) قيل إنه في آخر سنة حج قال قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة وأقول كل
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 393 394 395 396 397 ... » »»