غلب عليه الأدب ونظم الشعر وأجاد فيه مع جزالة لفظه وله رسائل فصيحة بليغة ذكره الحافظ أبو سعد ابن السمعاني في كتاب الذيل وأثنى عليه وحدث بشيء من مسموعاته وقرئ عليه ديوانه ورسائله وأخذ الناس عنه أدبا وفضلا كثيرا وكان من أخبر الناس بأشعار العرب واختلاف لغاتهم ويقال إنه كان فيه تيه وتعاظم وكان لا يخاطب أحدا إلا بالكلام العربي وكانت له حوالة بمدينة الحلة فتوجه إليها لاستخلاص مبلغها وكانت على ضامن الحلقة فسير غلامه إليه فلم يعرج عليه وشتم أستاذه فشكاه إلى والي الحلة وهو يومئذ ضياء الدين مهلهل بن أبي العسكر الجاواني فسير معه بعض غلمان الباب ليساعده فلم يقنع أبو الفوارس منه بذلك فكتب إليه يعاتبه وكانت بينهما مودة متقدمة ما كنت أظن أن صحبة السنين ومودتها يكون مقدارها في النفوس هذا المقدار بل كنت أظن أن الخميس الجحفل لو زن لي عرضا لقام بنصري من آل أبي العسكر حماة غلب الرقاب فكيف بعامل سويقة وضامن حليلة وحليقة ويكون جوابي في شكواي أن ينفذ إليه مستخدم يعاتبه ويأخذ ما قبله من الحق لا والله (إن الأسود أسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب) وبالله أقسم ونبيه وال بيته لئن لم تقم لي حرمة يتحدث بها نساء الحلة في أعراسهن ومناحاتهن لا أقام وليك بحلتك هذه ولو أمسى بالجسر أو القناطر هبني خسرت حمر النعم أفأخسر أبيتي واذلاه واذلاه والسلام وكان يلبس زي العرب ويتقلد سيفا فعمل فيه أبو القاسم ابن الفضل الآتي
(٣٦٣)