أعددت لهذا المكان وأشار إلى القبر فقال ابنة عم أمير المؤمنين فضحك المنصور حتى استلقى ثم قال له ويحك فضحتنا بين الناس وأمر المهدي أبا دلامة بالخروج نحو عبد الله بن علي فقال أبو دلامة أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تحضرني شيئا من عساكرك فإني شهدت تسعة عساكر انهزمت كلها وأخاف أن يكون عسكرك العاشر فضحك منه وأعفاه قال أبو العيناء بلغنا عن أبي دلامة أنه دخل على المهدي فأنشده قصيدة فقال له سلني حاجتك فقال يا أمير المؤمنين هب لي كلبا فغضب المؤمنين الحاجة لي أم لك قال بل لك قال فإني أسألك أن تهب لي كلب صيد فأمير له بكلب فقال يا أمير المؤمنين هبني خرجت إلى الصيد أفأعدو على رجلي فأمر له بدابة فقال يا أمير المؤمنين من يقوم عليها فأمر له بغلام فقال يا أمير المؤمنين هبني صدت صيدا وأتيت به المنزل فمن يطبخه فأمر له بجارية فقال يا أمير المؤمنين قد صيرت في عنقي كفاء من عيال فمن أين لي ما يقوت هؤلاء قال قد أقطعتك ألف جريب عامرا وألف جريب غامرا قال أما العامر فقد عرفت فما الغامر قال الخراب الذي لا شيء فيه قال أنا أقطع أمير المؤمنين مائة ألف جريب بالبدو ولكني أسأل أمير المؤمنين من ألف جريب جريبا واحدا عامرا قال من أين قال من بيت المال فقال المهدي حولوا المال وأعطوه جريبا قال يا أمير المؤمنين إذا حول منه المال صار غامرا فضحك منه قال فهل بقيت لك حاجة قال نعم تأذن لي أن أقبل يدك فقال ما لك إلى ذلك سبيل قال والله ما رددتني عن حاجة أهون علي فقدا منها واتفق أن أبا دلامة تأخر عن الحضور بباب أبي جعفر أياما ثم حضر فأمر
(٣٢١)