229 أبو بكر الشبلي أبو بكر دلف بن جحدر وقيل جعفر وقيل جعفر بن يونس وهكذا هو مكتوب على قبره المعروف بالشبلي الصالح المشهور الخراساني الأصل البغدادي المولد والمنشأ كان جليل القدر مالكي المذهب وصحب الشيخ أبا القاسم الجنيد ومن في عصره من الصلحاء رضي الله عنهم وكان في مبدأ أمره واليا في دنباوند فلما تاب في مجلس خير النساج مضى إليها وقال لأهلها كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل ومجاهداته في أول أمره فوق الحد ويقال إنه اكتحل بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه نوم وكان يبالغ في تعظيم الشرع المطهر وكان إذا دخل شهر رمضان المبارك جد في الطاعات ويقول هذا شهر عظمه ربى فأنا أولى بتعظيمه وكان في آخر عمره ينشد كثيرا (وكم من موضع لو مت فيه * لكنت به نكالا في العشيرة) ودخل يوما على شيخه الجنيد فوقف بين يديه وصفق بيديه وأنشد (عودوني الوصال والوصل عذب * ورموني بالصد والصد صعب) (زعموا حين ازمعوا أن ذنبي * فرط حبي لهم وما ذاك ذنب) (لا وحق الخضوع عند التلاقى * ما جزا من يحب إلا يحب) قال فأجابه الجنيد
(٢٧٣)