فقيه وعلق على مختصر المزني تعاليق وطبق الأرض بالأصحاب وله في المذهب التعليقة الكبرى وكتاب البستان وهو صغير وذكر فيه غرائب وأخذ الفقه عن أبي الحسن بن المرزبان ثم عن أبي القاسم الداركي واتفق أهل عصره على تفضيله وتقديمه في جودة النظر وقال الخطيب في تاريخ بغداد إن أبا حامد حدث بشيء يسير عن عبد الله بن عدي وأبي بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن محمد بن عبدل الإسفرايني وغيرهم وكان ثقة ورأيته غير مرة وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله ابن المبارك وهو المسجد الذي في صدر قطيعة الربيع وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة متفقه وكان الناس يقولون لو رآه الشافعي لفرح به وحكى الشيخ أبو إسحاق في الطبقات أن أبا الحسين القدوري الحنفي كان يعظمه ويفضله على كل أحد وأن الوزير أبا القاسم علي بن الحسين حكى له عن القدوري أنه قال أبو حامد عندي أفقه وأنظر من الشافعي قال الشيخ فقلت له هذا القول من القدوري حمله عليه اعتقاده في الشيخ أبي حامد وتعصبه بالحنفية على الشافعي رضي الله عنه ولا يلتفت إليه فإن أبا حامد ومن هو أعلم منه وأقدم على بعد من تلك الطبقة وما مثل الشافعي ومثل من بعده إلا كما قال الشاعر (نزلوا بمكة في قبائل نوفل * ونزلت بالبيداء أبعد منزل) وروي عنه أنه كان يقول ما قمت من مجلس النظر قط فندمت على معنى ينبغي أن يذكر فلم أذكره وروي أنه قابله بعض الفقهاء في مجلس المناظرة بما لا يليق ثم أتاه في الليل معتذرا إليه فأنشده يقول (جفاء جرى جهرا لدى الناس وانبسط * وعذر أتى سرا فأكد ما فرط)
(٧٣)