وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٥٩
ومن شعره وفيه صناعة مليحة (وخز الأسنة والخضوع لناقص * أمران في ذوق النهى مران) (والرأي أن يختار فيما دونه * المران وخز أسنة المران) ومن شعره أيضا (من آلة الدست لم يعط الوزير سوى * تحريك لحيته في حال إيماء) (إن الوزير ولا أزر يشد به * مثل العروض له بحر لا ماء) وله أيضا (وجف الناس حتى لو بكينا * تعذر ما يبل به الجفون) (فما يندى لممدوح بنان * ولا يندى لمهجو جبين) وله في القصائد المطولات كل بديع ومن شعره أيضا وهو مما تستملحه الأدباء وتستظرفه قوله من جملة قصيدة (إشارة منك تغنيني وأحسن ما * رد السلام غداة البين بالعنم) (حتى إذا طاح عنها المرط من دهش * وانحل بالضم سلك العقد في الظلم) (تبسمت فأضاء الليل فالتقطت * حبات منتثر في ضوء منتظم) والبيت الأخير منها ينظر إلى قول الشريف الرضي من جملة قصيدة (وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي * مواقع اللثم في داج من الظلم) وقد ألم به بعض البغاددة في مواليا على اصطلاحهم فإنهم ما يتقيدون بالإعراب فيه بل يأتون به كيفما اتفق وهو
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»