وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٥٣
(ما فخر وجهك بالبياض وهل ترى * أن قد أفدت به مزيد محاسن) (ولو أن مني فيه خالا زانه * ولو آن منه في خالا شانني) قلت ومعنى البيت الثالث ينظر إلى قول ابن الرومي من جملة أبيات في جاريته السوداء وهو قوله (وبعض ما فضل السواد به * والحق ذو سلم وذو نفق) (أن لا يعيب السواد حلكته * وقد يعاب البياض بالبهق) وهي أبيات مشهورة أحسن فيها كل الإحسان وذكر له الثعالبي فيه أيضا (لك وجه كأن يمناي خطته * بلفظ تمله آمالي) (فيه معنى من البدور ولكن * نفضت صبغها عليه الليالي) (لم يشنك السواد بل زدت حسنا * إنما يلبس السواد الموالي) (فبما لي أفديك إن لم تكن لي * وبروحي أقديك إن كنت مالي) وله كل شيء حسن من المنظوم والمنثور وتوفي يوم الاثنين وقيل يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ببغداد وعمره إحدى وسبعون سنة وذكر أبو الفرج محمد بن إسحاق الوراق المعروف بابن أبي يعقوب النديم البغدادي في كتابه الفهرست أن الصابئ المذكور ولد سنة نيف وعشرين وثلاثمائة وتوفي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة ودفن بالشونيزي ورثاه الشريف الرضى بقصيدته الدالية المشهورة التي أولها (أرأيت من حملوا على الأعواد * أرأيت كيف خبا ضياء النادي)
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»