وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
116 القاضي بكار بن قتيبة القاضي أبو بكرة بكار بن قتيبة بن أبي برذعة بن عبيد الله بن بشر بن عبيد الله ابن أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة الثقفي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حنفي المذهب وتولى القضاء بمصر سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائتين وقيل قدمها متوليا قضاءها من قبل المتوكل يوم الجمعة لثمان خلون من جمادي الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين وظهر من حسن سيرته وجميل طريقته ما هو مشهور وله مع أحمد بن طولون صاحب مصر وقائع مذكورة وكان يدفع له كل سنة ألف دينار خارجا عن المقرر له فيتركها بختمها ولا يتصرف فيها فلما دعاه إلى خلع الموفق بن المتوكل وهو والد المعتضد من ولاية العهد امتنع القاضي بكار من ذلك والقضية مشهورة فاعتقله أحمد ثم طالبه بجملة المبلغ الذي كان يأخذه كل سنة فحمله إليه بختمه وكان ثمانية عشر كيسا فاستحيا أحمد منه وكان يظن أنه أخرجها وأنه يعجز عن القيام بها فلهذا طالبه ولما اعتقله أمره أن يسلم القضاء إلى محمد بن شاذان الجوهري ففعل وجعله كالخليفة له وبقي مسجونا مدة سنين ووقفه للناس مرارا كثيرة وكان يحدث في السجن من طاق فيه لأن أصحاب الحديث شكوا إلى ابن طولون انقطاع إسماع الحديث من بكار وسألوه أن يأذن له في الحديث ففعل وكان يحدث على ما ذكرناه وكان القاضي بكار أحد البكائين التالين لكتاب الله عز وجل وكان إذا فرغ من الحكم خلا بنفسه وعرض عليها قصص جميع من تقدم إليه وما حكم به وبكى وكان يخاطب نفسه ويقول يا بكار تقدم إليك رجلان في كذا وتقدم إليك خصمان في كذا
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»