مركوب ولعب الجيش بين يديه ثم رجع إلى قصره شديد السرور بما رآه من كمال حاله وقدم السماط بين يديه فأكل مع خاصته وحاضري مائدته ثم انصرفوا عنه وقد رأوا من سروره ما لم يروه منه قط فلما مضى مقدار نصف الليل من ليلة الأربعاء سلخ ذي القعدة سنة ست وأربعمائة قضى نحبه رحمه الله تعالى فأخفوا أمره ورتبوا أخاه كرامت ابن المنصور ظاهرا حتى وصلوا إلى ولده المعز فولوه وتم له الأمر وذكر في كتاب الدول المتقطعة أن سبب موته أنه قصد طرابلس ولم يزل على قرب منها عازما على قتالها وحلف أن لا يرحل عنها حتى يعيدها فدنا للزراعة لسبب اقتضى ذلك تركت شرحه لطوله قال فاجتمع أهل البلد عند ذلك إلى المؤدب محرز وقالوا يا ولي الله قد بلغك ما قاله باديس فادع الله أن يزيل عنا بأسه فرفع يديه إلى السماء وقال يا رب باديس اكفنا باديس فهلك في ليلته بالذبحة والله أعلم والصنهاجي بضم الصاد المهملة وكسرها وسكون النون وفتح الهاء وبعد الألف جيم هذه النسبة إلى صنهاجة وهي قبيلة مشهورة من حمير وهي بالمغرب وقال ابن دريد صنهاجه بضم الصاد لا يجوز غير ذلك وأجاز غيره الكسر والله أعلم وضبط أسماء أجداده سيأتي إن شاء الله تعالى
(٢٦٦)