وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٥٩
شاهانشاه بن أيوب صاحب بعلبك كتابا بخط القاضي الفاضل يعزيه عن جده نجم الدين أيوب المذكور ومن جملة فصوله المصاب بالمولى الدارج غفر الله ذنبه وسقى بالرحمة تربه ما عظمت به اللوعة واشتدت به الروعة وتضاعفت لغيبتنا عن مشهده الحسرة فاستنجدنا بالصبر فأبى وأنجدت العبرة فيا له فقيدا فقدنا عليه العزاء وهانت بعده الأرزاء وانتثر شمل البركة بفقده فهي بعد الاجتماع أجزاء (وتخطفته يد الردى في غيبتي * هبني حضرت فكنت ماذا أصنع) ورثاه الفقيد عمارة اليمني الآتي ذكره إن شاء الله تعالى بقصيدة طويلة أجاد في أكثرها وأولها (هي الصدمة الأولى فمن بان صبره * على هول ملقاه تضاعف أجره) وقال ابن أبي الطي الأديب الحلبي في تاريخه الكبير كان مولد نجم الدين أيوب ببلد سجستان وقيل إنه ولد بجبل جور وربي ببلد الموصل ولم يوافقه على ذلك أحد بل انفرد به وإنما نبهت عليه كيلا يقف عليه من لا يعرف هذا الفن فيظن أنه صواب وليس الأمر كذلك بل الصحيح هو الذي ذكرته أولا وشاذي بالشين المعجمة وبعد الألف ذال معجمة مكسورة وبعدها ياء مشاة من تحتها وهذا الاسم عجمي ومعناه بالعربي فرحان ودوين بضم الدال المهملة وكسر الواو وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة ثم نون وهي بلدة في أواخر إقليم أذربيجان من جهة الشمال تجاور بلاد الكرج وينسب إليها الدويني والدوني أيضا بفتح الواو والله أعلم قلت والمسجد والحوض اللذان بظاهر القاهرة خارج باب النصر عمارة نجم الدين أيوب أيضا ورأيت تاريخ بناء الحوض في الحجر المركب أعلاه في سنة ست وستين وخمسمائة رحمه الله تعالى وقدس الله روحه
(٢٥٩)
مفاتيح البحث: آذربيجان (1)، السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 263 265 266 ... » »»