شاء الله تعالى ونظم أبياتا وأوصى أن تكتب على قبره وهي آخر شيء قاله وهي (سكنتك يا دار الفناء مصدقا * بأني إلى دار البقاء أصير) (وأعظم ما في الأمر أني صائر * إلى عادل في الحكم ليس يجور) (فيا ليت شعري كيف ألقاه عندها * وزادي قليل والذنوب كثير) (فإن أك مجزيا بذنبي فإنني * بشر عقاب المذنبين جدير) (وإن يك عفو منه عني ورحمة * فثم نعيم دائم وسرور) ولما اشتد مرض موته قال لولده عبد العزيز (عبد العزيز خليفتي * رب السماء عليك بعدي) (أنا قد عهدت إليك ما * تدريه فاحفظ فيه عهدي) (فلئن عملت به فإنك * لا تزال حليف رشد) (ولئن نكثت لقد ضللت * وقد نصحتك حسب جهدي) ثم وجدت في مجموع لبعض المغاربة أن أبا الصلت المذكور مولده في دانية مدينة من بلاد الأندلس في قران سنة ستين وأربعمائة وأخذ العلم عن جماعة من أهل الأندلس كأبي الوليد الوقشي قاضي دانية وغيره وقدم الإسكندرية مع أمه في يوم عيد الأضحى من سنة تسع وثمانين وأربعمائة ونفاه الأفضل شاهنشاه من مصر في سنة خمس وخمسمائة وتردد بالإسكندرية إلى أن سافر في سنة ست وخمسمائة فحل بالمهدية ونزل من صاحبها علي بن يحيى بن تميم ابن المعز بن باديس منزلة جليلة وولد له بها ولد سماه عبد العزيز وكان شاعرا ماهرا له في الشطرنج يد بيضاء وتوفي هذا الولد ببجاية في سنة ست وأربعين وخمسمائة قلت وهو الذي غلط فيه العماد الكاتب فيما نقله عن القاضي الفاضل واعتقد أن أباه مات في هذا التاريخ
(٢٤٦)