الضفادع الأحناش وأشياء من القاذورات التي يعاف الناس أكلها وهذه الأرض أيضا تليها بلاد الزنج ثم إن قرنوة وبذونه مدينتان وأهلهما كفره وهما تتصلان ببلاد الزنج على ضفة البحر الملح وكل هذه البلاد المذكورة تقابل بلاد اليمن في جهة الشمال وبينهما عرض البحر وعرضه هناك ست مائة ميل ويكون في أمكنة أخرى أكثر من هذا وأقل على قدر خروج أجوان البحر في وعلى البراري قدر دخول القراطيل في البحر وفي تضمنه هذا البحر المحصل في هذا الجزء أربع جزائر منها جزيرتان في جهة المشرق واسم إحداهما خرتان والثانية مرتان وهما في جون الحشيش وسنستقصي ذكرهما في موضعه بعون الله تعالى ومنها جزيرة سقطرى التي ينسب الصبر إليها وبينها وبين الساحل مجريان بالريح الطيبة ويقابلها من بلاد اليمن مدينة برباط وحاسك وسنذكر هاتين المدينتين في موضع ذكرهما مع جملة أخبارهما بحول الله وقوته والجزيرة الرابعة تسمى جزيرة قنبلا وهي في ناحية المغرب من هذا الجزء وهي خاليه لكنها كثيرة الشجر وفيها جبال ممتده وعره فيها ضروب وحوش ودواب مضرة وفيها أيضا عين ماء خرارة تصب في البحر وربما سقط إلى هذه الجزيرة من احرم إليها من بلاد اليمن أو من مراكب القلزم أو من مراكب الحبشة فيستغيثون بها وهي تقابل الحصن المعروف بمخلاف حكم من ساحل اليمن
(٤٩)